خبزي لـ”الترا نيوز”:هاتف الرئاسة أنقذ مشروع تحويل التمر إلى كحول طبي

0 565

مجيد خبزي، مستثمر جزائري ينحدر من ولاية بسكرة، تمكن من تحويل بقايا التمور الفاسدة وغير قابلة للإستهلاك إلى “كحول طبي”، وهي المادة التي كنا في السابق نستوردها من الخارج، وبكميات كبيرة، لأن القوانين في الجزائر تمنع تسويق الايثانول محليا وترخص فقط لاستيراده! غير أن هذا الرجل المبدع رفض الاستسلام وشاء القدر أن يغير حياته بمكالمة هاتفية من رئاسة الجمهورية، “الترا نيوز” اتصلت به وأجرت معه هذا الحوار.

سألته : أسماء بوصبيع

كيف جاءتكم فكرة إنتاج الكحول الطبي؟
الجزائر تخسر حوالي 25 بالمائة من بقايا التمور الفاسدة وغير قابلة للاستهلاك، وهو الدافع الذي جعلني أستغل هذه البقايا في إنتاج مادة “الإيثانول” التي نستوردها من الخارج وتكلف الخزينة العمومية، فالجزائر تملك إمكانيات ومقومات هائلة ويجب إستغلالها في إطار الصناعات التحويلية، وهو ما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني.

هل لك أن تشرح للقارئ عملية صناعة مادة الكحول؟
تمر عملية إنتاج الكحول بعدة مراحل، حيث نقوم كمرحلة اُولى بتصفية التمور من السكريات ونزع العصير، لنقوم بعدها بوضع التمر المصفى في خزانات خاصة لمدة 48 ساعة في إطار عملية التخمير، وبعد إنتهاء المدة يتم تقطيرها لنتحصل بعدها على مادة “الإيثانون” لتضاف بعدها مادة “البلوميتانين” لنتحصل في الأخير على كحول طبي ذو تركيز 96 بالمائة لنقوم بعدها بتخفيض نسبة التركيز لتصل إلى 70 بالمائة.

ما هي نسبة تمويل المصنع للسوق الوطنية؟

المصنع سيوفر 15 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من الكحول الطبي، ونحن نسعى إلى تفعيل الصناعة التحويلية للمواد الأولية المحلية بالمنطقة وتوفير منتجات ذات جودة توجه لتلبية حاجيات السوق المحلية ولاسيما في المجال الطبي.
علما أن المصنع الذي يشغل 50 عاملا بصفة دائمة يعمل على تثمين المواد الأولية المنتجة محليا ولاسيما التمور من الأنواع الرديئة من خلال استعمالها في استخراج المواد الطبية.

القانون كان يمنع سابقا إنتاج مادة الكحول كيف تم تغييره؟

للأسف القانون كان يمنع سابقا إنتاج الكحول الإيثانول محليا ويرخص فقط لإستيراده، بسبب غياب إطار قانوني يسمح لنا بتسويق هذا المنتج، والحمد لله شاءت الصدف وأن زرت إحدى القنوات قبل أربعة أشهر، حيث تمت إستضافتي في أحد البرامج، وطرحت آنذاك بعرض المشاكل والعراقيل التي تواجهنا نحن كمستثمرين، وبعد انتهاء البرنامج وخروجي من القناة، رن هاتفي لأتفاجأ بعدها بالمتصل الذي كان من الرئاسة، أين سألني عن العراقيل التي تواجه مشروعي المتعلق بإنتاج الكحول محليا، لأقوم بعدها بكتابة تقرير مفصل عن إشكالية ممارسة نشاط إنتاج الكحول في الجزائر، حيث من غير المعقول أن يمنع إنتاجه محليا ونستورده من الخارج، وبعد فترة قصيرة استجاب رئيس الجمهورية لمطلبي، بعد أن نشر في الجريدة الرسمية، شروط وكيفيات اكتتاب دفتر الشروط والاعتماد، لممارسة نشاط إنتاج وبيع الكحول الإيثيلي “الايثانول”، وهو القرار الذي فتح المجال أمام المتعاملين الاقتصاديين الاستثمار في إنتاج هذا النوع من الكحول المستخدم في إنتاج مواد صيدلانية ومواد تجميلية وعطور داخل أرض الوطن، بعد سنوات من احتكار المستوردين لهذا النوع من النشاط.

هل يمكن للجزائر جلب الخبرات عوض إستيراد السلع؟
بالفعل يمكننا ذلك وهو توجه يجب أن نتبناه، الحمد لله، بفضل هذا المولود الجديد للمصنع أصبحت الجزائر الثالث عالميا الذي يعتمد على التمور كمادة أولية لاستخلاص الكحول الطبي بعد دولتي روسيا وإيران، ولذلك أدعو الحكومة إلى إستيراد الخبرات والتكنولوجيا عوض البضائع والسلع، وخير مثال على ذلك هو استغلالي لخبرات وتكنولوجيات الإيرانية.

أترك ردا

Your email address will not be published.