لا يزال لخضر بوخرص متشبثا بعباءة “الحاج لخضر” وبتقاليد السلف التي يرفض التخلي عنها !!.. في هذا الحوار، سيكشف لخضر عن وجهه الآخر، عن طفولته وثنائياته التي قدمها مع “عاشوري” و”صويلح” وكيف اكتشف حس الفكاهة لديه؟؟، ومن قبلها الأعمال الشاقة التي امتهنها حتى جاءته الفرصة الأولى في التمثيل.
حاوره:رابح علاوة
روح الفكاهة لازمتني منذ سن مُبكر..
كثيرون يتساءلون متى يستغني المُمثل لخضر بوخرص عن عباءة “الحاج لخضر” لنراه في أدوار وأعمال مختلفة؟
أنا أرتدي عباءة الحاج لخضر في حياتي اليومية ولن أتخلى عنها !!، أشعر أنني أقدم جزء من شخصيتي الحقيقية على الشاشة، فأنا لعبت دور الأب ورب العائلة الذي يؤمّن احتياجات أسرته ويسهر على راحتها لعدة سنوات بمعنى أنني نوعت، لكن شخصية “الحاج لخضر” أضحت لصيقة بي، وبالتالي لن أتخلى عنها بأي حال من الأحوال.
لو نتعمق في طفولة “الحاج لخضر” ماذا تُخبرنا عنها؟
لم تكن طفولة عادية، فأنا تحمّلت المسؤولية باكرا عقب وفاة والدي، فأنا بكر عائلة تعدادها عشرة أفراد، توفي معيلها تاركا أصغر أبنائه في سن الخامسة، فأخذت على عاتقي تربية إخوتي ومتابعة أمور دراستهم. وهذا الأمر لم يكن هينا بالنسبة إلى شاب في مقتبل العمر، غير أني كنت على قدر المسؤولية وأوصلتهم إلى بر الأمان، خاصة وأني ارتحت بعد أن زوجت أخواتي البنات.
ومتى اكتشفت حس الفكاهة لديك؟
روح الفكاهة لازمتني منذ سني المبكرة، فالكوميديا هي وأكسيجين حياتي.. سأروي لك حادثة عشتها وأنا في سن الـ 13، كنت وقتها تلميذا في المتوسطة، ووفد إلى مدرستنا أستاذ جديد من سوريا، كان أستاذا حازما سريع الغضب، لم يسلم التلاميذ من عصاه، ولأني كنت تلميذا مشاغبا كثير الحركة والثرثرة كنت هدفه الأول.. من هنا اكتشفت شق الشقاوة والفكاهة لديّ.
وماذا عن التمثيل؟
قبل التمثيل، وهذا ما لا يعرفه كثيرين، جربت عدة مهن فقد اجتزت امتحان القبول لدخول مدرسة للطيران، غير أني عدلت عن الفكرة رغم أنني اجتزت امتحان القبول بنجاح، ثم فكرت في ركوب البحر فاشتغلت لمدة 7 أشهر في الميناء كبحار ثم توقفت أيضا، قبل أن أسس فرقة ”الموجة” المسرحية للهواة، والتي كانت تنشط في الرغاية حيث تقطن عائلتي، وهذا بعد استقراري في العاصمة.
عريوات كتب الشق الأكبر من سيناريو “الكرنفال” !!
كوّنت ثنائي ناجح مع حميد عاشوري ماذا تخبرنا عنه؟
تعّرفت على حميد عاشوري سنة 1984 في المخيم الصيفي للدواودة البحرية، حيث كنت أقدم عروضا فكاهية للأطفال المصطافين، وكذلك كان يفعل حميد عاشوري، وشاءت الصدفة أن تكون خيمتي بجوار خيمة حميد عاشوري، وفي أحد الأيام اقتنى “عاشوري” مذياعا من الحجم الكبير، واقترح عليّ أن يتقاسم معي إحدى مكبرات الصوت، ومن هنا توطدت علاقة الصداقة بيننا، وأصبحنا لا ننفصل.
هل صحيح أن فيلم “كرنفال في دشرة” كان مشروع سلسلة فكاهية؟
نعم، الفيلم كان مشروع سلسلة منوعات غنائية من أربع حلقات تتخلّلها بعض ”السكاتشات”، لكنها كانت تفتقر لسيناريو حقيقي كما أن مساحة الارتجال في العمل كانت واسعة. كنت آخر من التحق بفريق العمل، وعند التحاقي ببسكرة تعرفت لأول مرة على صالح أقروت والفنان القدير عثمان عريوات، الذي أؤكد أن الشق الأكبر من سيناريو الفيلم كان من توقيعه، وعلمت لدى وصولي أن المخرج أوقاسي قرّر أن يحول مشروع برنامج المنوعات إلى فيلم بعدما وجد أن المادة التي تم تصويرها يمكن أن تكون نتيجتها فيلما رائعا وهو ما كان.
لماذا لم تستمر ثنائياتك مع صويلح وعاشوري ومدني مسلم؟
الثنائيات للأسف عمرها قصير وهي لا تعمّر كثيرا، فأين هم ”بلا حدود” وكل الفرق التي سارت على دربهم؟؟، ثم الثنائي يحول دون تقدم الممثل ويحصره في شكل محدد صعب الخروج من دائرته لأن صورة الفنان في هذه الحالة لا يمكن فصلها عن رفيقه، حتى إذا طلب لتقديم دور في فيلم سينمائي مثلا، فهو مجبر على أن يظهر مع رفيقه، لهذا اخترت أن أبتعد عن هذه الثنائيات.
بعض المُمثلين ”ياكلوا الغلة ويسّبوا الملة”..
بعض المُمثلين الذين عملوا معك في “عمارة الحاج لخضر” قالوا أنك تُحب احتكار الظهور في أعمالك، ما ردك؟
المثل الشعبي يقول: ”ياكلوا الغلة ويسّبوا الملة” كان بإمكاني أن أحتكر الظهور عن حق لو أحببت، فليس هناك أسهل من إحضار وجوه غير معروفة وتقديمها في أدوار ثانوية، لأجنب نفسي التأويلات ”ووجع الراس” وأحتفظ بجزء مهم من الميزانية، لكني كنت أرمي إلى جمع شمل الفنانين حتى يعم الخير على الجميع. ثم لو تكلمنا بمنطق الفن، الفن لا يُقاس بالمشهد، فالمُمثل الجيد يثبت نفسه ولو في لحظات.
بعد نجاح سلسلة “عـايلة هايتك”، توقع الكثيرون تقديمك لجزء ثان مـنها على غرار “العمارة”و”السُوق”و”السبيطار”..
لم أفعل ذلك ربما لأن فكرة الأجزاء لم تعد تروق بي كثيرا.
تعاملت في ذات السلسلة مع جيل جديد من الممثلين على غرار خساني وإبراهيم إربا ونسيم حدوش، كيف جاءت فكرة التعاون معهم؟
أعجبتني بعض الأعمال الفكاهية التي قدموها سابقا، فقلت لماذا لا أمنحهم الفرصة.. شخصيا “فكروني” في بداياتي مع أوقروت وحميد عاشوري وفرقة “بلا حدود”.
لكن طالت الانتقادات بعض المفردات التي وردت في السلسلة..
“المفتش الطاهر” رحمه الله كان ملك “الإيفيهات” بدون منازع، وكانت لديه كلمات ومفردات كان يضحك لها كل الجزائريين بدون استثناء ومع ذلك لا أحد انتقده !!.
فتح مجال “السمعي البصري” هل تراه جاء ليصب في مصلحة الممثل؟
بالتأكيد، والدليل أن معظم الممثلين والمنتجين صاروا يعملون.. صحيح أن البعض لا تتعدى خبرته عمر فتح مجال السمعي البصري. لكن شخصيا أنا متفائل أنه بالممارسة والاحتكاك ستكون لدينا انتاجات بمواصفات عالية جدا. إضافة إلى أن فتح هذا المجال خلق منافسة وممثلين جدد أضحوا بمثابة “لارولاف”.